يعتبر الميكروبيوم بمثابة البيئة التي تعيش وتنمو فيها جميع الكائنات الحية الدقيقة. لهذا، فإن معرفة هذه البيئة والوقوف على طريقة اِشتغالها، ستمكناننا من التخلص من القشرة والتعامل معها بشكل أحسن.
كل cm² من بشرتك يأوي ما يناهز مليون خلية بكتيرية.
ويعني هذا أن هنالك ما يزيد عن 500 نوع من البكتريا على بشرة تتميز بصحة ممتازة...ولكن، لا داعي لأن نفكر في الاِستحمام مرتين في اليوم للتخلص منها، لآن ذلك وبكل بساطة، لن يجدي نفعاً! فهذه الساكنة، إن صحّ التعبير، المكونة من البكتريا، والمواد المخمرة، والفطريات، وحتى الفيروسات، تعيش وتنمو على سطح البشرة في إطار نظام بيئي يسميه العلماء ب "الميكروبيوم".
الميكروبيوم، بيئة تتطور باِستمرار
كل إنسان يتوفر على ميكروبيومٍ خاص به. فهذا الأخير يتميز بثلاث خصائص تجعله مثيرا للاِهتمام في نظر البحث العلمي:
- يتطور حسب السن، والبيئة، والمهنة، والتغذية، وحسب نسبة اِستهلاك بعض الأدوية...
- فهو يخضع للعوامل الخارجية أيضا: كالرطوبة، والحرارة، ونسبة الحموضة.
- يختلف باِختلاف المنطقة المتواجد بها في نفس الجسم: فميكروبيوم فروة الرأس ليس هو نفسه الذي يوجد على بشرة الوجه مثلا.
بالطبع لا، فالبكتريا المعزولة لا تتسبب في بدأ ظهور القشرة على شعرك.
إن البكتريا المعزولة ليست هي المسؤولة عن ظهور القشرة على شعرك، ولكن الأمر يرجع بالأحرى إلى خلل في النظام البيئي بأسره. وهذا ما كشفت عنه آخر الاِكتشافات العلمية بخصوص الميكروبيوم: إن هذا النوع من عدم التوازن يؤدي إلى تعدد أو بالأحرى نسخ بعض أنواع الأنظمة البيئية بشكل مضاعف ممّا يتسبب في ظهور مشاكل جلدية.
عندما يحدث خلل في ميكروبيوم فروة الرأس فإن ذلك يتسبب في تكون القشرة.
لقد مكّن هذا المعطى العلماء من الولوج إلى معلومات متقدمة وجديدة: فبفضل تحليل الأماكن التي لا توجد بها قشرة، تمكن العلماء من تحديد تركيبة الميكروبيوم الذي يكون "في صحة جيدة" بدقة. ويبقى عليهم الآن تحديد العناصر التي يجب اِستهدافها في مناطق فروة الرأس المصابة بالقشرة، للحصول على نفس التوازن البكتيري الذي يعم الأماكن التي تتميز بصحة جيدة.
إعادة التوازن للميكروبيوم، أصبح هذا الآن من الأمور الممكنة!
يعتبر هذا الخبر من آخر نتائج الاِكتشافات العلمية عن ميكروبيوم فروة الرأس. فعلى خلاف الحمض النووي الذي لا يمكن التحكم في بنيته للتأثير عليها، فإنه من الممكن الوقوف على بنية ميكروبيوم فروة الرأس لإعادة التوازن إلى تركيبتها وبالتالي التخلص من القشرة والحكة التي تصاحبها.
الشامبو المعالج للتخلص من القشرة بشكل دائم؟
يعتبر هذا الأمر من بين أكبر الاِكتشافات المضادة للقشرة والتي تزودنا بآخر أنواع العلاج. تم اِبتكارها في مختبرات البحوث العلمية والتنمية، أنواع الشامبو المضادة للقشرة المركبة بواسطة تقنية الميكروبيوم التي تشتمل على السيلينيوم دي إس، قد أبانت حقاً وبرهنت على فعاليتها في إعادة التوازن للميكروبيوم. وهذه هي الوعود التي تقدمها أنواع الشامبو المضادة للقشرة تلك:
- القضاء على القشرة منذ أول اِستعمال.
- تهدئة وتلطيف الحكة المصاحبة لها.
- مفعول يقي من ظهور القشرة مرة أخرى بعد 4 أسابيع من الاِستعمال.*
*دراسة سريرية خضع لها 32 شخصاً وتمت في فرنسا.
القشرة، التقدم العلمي الذي سينال منها
هل يتعلق الأمر بحالة عابرة من القشرة أم بشكل طال وجوده، هل يصاحبها إحساس بالحكة، أم هنالك تكاثر الفطريات الملاسيزية...وهل يمكن القضاء على كل هذا ضربة واحدة؟ بالتأكيد، فبفضل آخر الاِكتشافات المتعلقة بالميكروبيوم، دخل العالم حقبة جديدة من أنواع العلاج المضادة للقشرة.